بحث التربية الإسلامية

من طرف **ahmado0o** الأحد ديسمبر 16, 2007 4:34 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرفْ الأنبياءِ والمرسلينْ سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد.

هذا بحث في التربية الإسلامية عن القدوة في الإسلام وأثرها على الإنسان أقدمه لكل مسلم ،

وقد جاء هذا البحث-بعون الله وتوفيقه-بعد فترة من الإعداد والتجهيز له فقد قمت بالبحث عن كل ما تعلق بالقدوة في مواقع الإنترنيت والمكتبات العامة حيث ذهبت إلى مكتبة الشيخ عبد الله المحمود في منطقة الناصرية بالشارقة ، وقد ساعدني في،إعداد البحث والدي ، وأحب أن أهدي البحث لوالدي –حفظهما الله تعالى- ، ومعلمي الفاضل : كرم مبـــارك –حفظه الله- .

وقد تضمن البحث :

- آيات من القرآن { حيث تضمن آيات متعددة ومرتبطة بالبحث من عدة جوانب }.

- وأحاديث شريفة { حيث تضمن عدة أحاديث شريفة متعلقة بالبحث}.

- وأبيات من قصائد إسلامية { مثل قصيدة الإمام البوصيري ، وقصيدة العمرية لحافظ إبراهيم}.

بحثي هذا يتصل بحياة كل إنسان حيث أن كل إنسان لابد أن يكون له قدوة يقتدي بها ، والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه سبحانه؛ وأن ينفع به زملائي وإخواني المسلمين ، وأن يلقى قبولا واستحساناً من أساتذتي ، وأن يحظى باهتمامهم وتقويمهم له بما يسهم في تطويره وتحديثه .

والله الهادي إلى أقوم سبيل.

.

القدوة بين الرفض والقبول

كل إنسان كان له في حياته إنسان آخر يقتدي به في جانب أو عدة جوانب لإعجابه بهذا الجانب عند هذا الشخص ، وإما أن يكون هذا الجانب سلبي أو إيجابي ، ولا يقتصر هذا التقليد على عمر معين بل يمتد حتى إلى آخر العمر ، ولكن الإنسان العاقل الراشد يختار القدوة الحسنة .

إذاَ لابد للإنسان من قدوة وأسوة تقوده لفعل الخير وتمنعه عن فعل الشر.

إذاَ ماهي القدوة ؟

القدوة : هي الإقتداء والإتباع لشخص لتمتعه بصفات محببة إلي نفس هذا الإنسان الآخر ونقسم القدوة إلي نوعين الأول القدوة الحسنه والثاني القدوة السيئة :

1-القدوة الحسنه:

إقتداء الإنسان بأهل الخير والصلاح .

أرسل الله عزت قدرته وجلت حكمته رسوله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ، وكانت حياته العظيمة المثل الأعلى في مكارم الأخلاق ،وجلائل الأعمال عامرة بالخير والهدى وكان في دعوته وعبادته وحربه وفي سلمه وفي أسرته وبين أصحابه وفي كل مظهر من مظاهر حياته مصداقا لقوله تعالى في الكتاب الكريم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }⁽¹⁾.

وتحقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم – [ أدبني ربي فأحسن تأديبي ] وقوله –عليه الصلاة والسلام- [ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ]⁽²⁾ حتى اضطرت دعوته الصادقة القوية وأخلاقه السامية كثيرا من العقلاء الذين هداهم الخلق النبوي ، والذين كانت نفوسهم مستعدة لقبول دعوة هذا الرسول الصادق الأمين إلى نبذ معبوداتهم والإصغاء لداعي الحق والاستماع لآيات الله البينات عاملين بها مخلصين دينهم له وصاروا نورا يهتدي به إلى طريق التدين الصحيح فزاد عدد المسلمين وأخذوا يتكاثرون ولم يترك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسيله من وسائل نشر الدعوة إلا سلكها وأمر أصحابه رضي اله عنهم بالتأسي به والسير على نهجه وكانت دعوته غير تبليغ القرآن وإرادته من طريق الخطابة في المجامع والأسواق وهجرة أصحابه في سبيل الله وإعلاء كلمته وإرسال كتبه ورسله إلى الملوك والأمراء بل كانت حياة الصحابة يومئذ في ذاتها دعوة قويه إلى دين الله وأساسه لهداية الناس إليه ذلك لأنهم رضوان الله عليهم فهموا سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتأثروا بهديها وفهموا غايتها الشريفة فتحملوا الأمانة بجدارة وأدوها حق التأدية الواجب على أكمل وجه ، وأعلى مثال فكانوا قدوة صالحة وأسوة حسنة وأئمة يهدون لأمر الله إلى دين الله ، ومن أمهن النظر علم أن الدعوة إلى اله حياة الأديان ، وأنه ماقام دين من الأديان ولا انتشر مذهب من المذاهب ولا ثبت مبدأ من مبادئ إلا بالدعوة ، وما تداعت أركان مله بعد قيامها ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها ولا تلاشت نزعة من النزاعات بعد إحكامها إلا بترك الدعوة، فالدعوة حياة كل أمر عام تدعي إليه الأمم والشعوب سواء أكان ذلك الأمر حقا أم باطلا ، وبالجملة الدعوة إلى طاعة الله وتوحيده وإرشاد الخلق الصراط السوي وظيفة الأنبياء والمرسلين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، يخلفهم فيها كبار أتباعهم والعظماء من ألي العلم وذوي القدرة على ضبط الأمور والتأثير في الأرواح وجذب النفوس إلى الخير ممن يسلكون سننهم ويهتدون بهداهم⁽³⁾.

فخير قدوة للبشر هو " محمد بن عبد الله " (عليه أفضل الصلاة والسلام) .. فهو خير قدوة وخير داع...!

1- القلم [4]

2- سنن البيهقي [2057]

3- القدوة المحمدية في الخطب المنبرية مع المواعظ الدينية ، لموسى الحجار ، الطبعة الثانية ى، 1986 هــ

قال الله تعالى { لََقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنةَ لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر }(1)

وقال تعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } (2)

2- القدوة السيئه :

اما القدوة السيئه فهي اقتداء الإنسان بأهل الشر والفساد .

فهو إقتداء الانسان بأصحاب السوء قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم- [ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ] وقال تعالى {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ } (2)

إذاَ لكل فرد منا قدوة في حياته ليس في مراحل الطفوله فقط وانما على مدى حياته فإما ان تكون هذه القدوة حسنه واما ان تكون سيئه فيجب على كل فرد منا ان يختار القدوه الحسنه والقدوة الحسنه الاولي هي الرسول– صلي الله عليه وسلم .

أهمية القدوة في حياتنا

1-إن المثل الحي والقدوة الصالحة تترك في نفس الإنسان العاقل البصير قدرا كبيراَ من الإعجاب والاستحسان والمحبه فيميل الى الخير ويطلع الى مراتب الكمال .

2- إن القدوة الحسنه المتحليه بالفضائل تعطي الأخرين قناعه بأن بلوغ هذه الفضائل والأعمال الصالحه من الامور الممكنه التي في متناول القدرات الانسانيه " شاهد الحال أفضل من شاهد المقال " .

3- الفعل أبلغ من القول : الفهم للكلام عند الناس تتفاوت ، ولكن الرؤيه بالعين المجرده ، وبذالك تصل المفاهيم التي يود القدوة ايصالها للناس أكثر يسر وسهوله مثال ذلك :

عندما ذهب الرسول للعمرة ورفض المشركون وصعب على الصحابه ان يرجعوا بغير وقتال ولا عمرة فقالت ام سلمه : أخرج اليهم واذبح واحلق ! فاتبعوه مسرعين وبغير تردد .

4- مطابقه القول الفعل : فقال الرسول– صلي الله عليه وسلم –عن الذين يقولون ما لايفعلون وهم الذذين يأمرون الناس وينسون انفسهم [ اتيت ليلة اسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت، فقلت ياجبريل : من هؤلاء فقال : هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون مالايفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به .

ومن أمثله مطابقه القول للفعل والعمل انبياء الله ورسله ومثل ذلك قول شعيب – عليه السلام – لقومه قال تعالى: { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88

وعلى القدوة أن يبدأ بنفسه وأهله والاقربون فأن الناس ينظرون اليه والى بيته وأسرته وإلى مدى تطبيقهم لما يقول ومثال ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه إذا صعد على المنبر فنهى الناس عن شيء جمع اهله وقال لهم اني نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير الى اللحم وأقسم بالله لا أجد أحداَ منكم فعله إلا أضعفت عليه العقوبه ..!

القدوة الحسنه واجبة

أ‌- قال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف2

ب‌- وقال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33

فالداعي إلى الله من أهم الواجبات في حقه أن يكون :

أ‌- ذات سيرة حسنه وذات عمل صالح وذات خلق فاضل حتى نقتدي بأفعاله وأقواله فالدعاة إلى الله هم أحسن الناس قولا إذا حققوا قولهم بالعمل الصالح والتزموا الإسلام عن إيمان ومحبه

ب‌- عدم مخالفه الداعي لما يقول لانه أمر يخالف العقل والشرع وقال الله تعالى : موبخا لليهود {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44

وقال الرسول– صلي الله عليه وسلم : [ يؤتى بالرجل يوم القيامه فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه ففيدور بها كما يدور الحمار بالرحي فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يافلان مالك : ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول : بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا أتيه وانهاكم عن المنكر وأتيه ] .

فعلى الدعاه أن يتمسكوا بكتاب الله وسنه رسوله– صلي الله عليه وسلم – ويقتدوا بهاويعرفوا الناس بما أمر به الله ورسوله وماعليهم من واجبات .

مصادر البحث :

1-الشبكه العنكبوتيه :

أ- saaid.net/aldawah/94.htm - 19k

ب- www.3bir.com/web/showthread-t_4867.html - 68k

2- كتب إسلاميه :

أ- مقومات الداعيه الاسلامي،لسعيد بن على القحطاني،ط1، 1415هـ، مطبعه السفير، الرياض

ب-